إدارة الغضب

موضوع: إدارة الغضب الجمعة يناير 14, 2011 11:24 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الغضب هو أحد المشاعر الإنسانية، وهو استجابة أو ردَّة فعل طبيعيّة
تظهر على سلوك الإنسان؛ نتيجة الشعور بالخوف أو التهديد، أو الشعور بالخطر،
أو كردَّة فعل لسلوكات عدوانية تجاه الشخص الغاضب، أو نتيجة الشعور بالإحباط.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ولا بد أننا قد مررنا جميعاً بحالات من الغضب تختلف في أسبابها وشدتها.
والمواقف التي نتعرض لها قد تتراوح فيها ردات فعل الانسان ما بين التوتر
أو الغضب الطفيف أو موجات الغيظ أو ثورات الغضب المدمر التي يفقد فيها
الإنسان سيطرته على الأمور؛ لأن الشعور بالغضب يولّد مشاعر قوية
من السلوك العدواني، والتسرع، وعدم ضبط النفس، والاندفاعية،
التي قد تؤدي في النهاية إلى نتائج لا تحمد عقباها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لذلك لا بد من ضبط النفس في حالة الغضب.. عن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ الله عنه
أَنَّ رَجُلاً قال للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي. قال: "لا تَغْضَبْ". فَرَدَّدَ مِرَاراً. قال:
"لا تَغْضَب" (رواه البخاري). وفي رواية: قال الرجل: ففكرتُ حين قال
النبي صلى الله عليه وسلم ما قال؛ فإذا الغضب يجمع الشر كله (رواه أحمد).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والنهي في الحديث لا يعود على الغضب؛ لأن الغضب من طباع البشر، بل
على الإنسان أن يجاهد نفسه بكظم غيظه، وعلاج غضبه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه أبو هُرَيْرَة رَضِيَ الله عنه: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ،
إِنَّمَا الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ" (رواه البخاري).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الغضب المذموم والغضب المحمود:

الغضب المذموم: هو الذي قد يؤدي إلى نتائج غير ما يريد الإنسان.
فكثيرة هي الجرائم التي ارتكبت في لحظات الغضب دون قصد أو نية لارتكابها.
وهناك الغضب المحمود إذا كان بهدف الدفاع عن الدين والعرض
والوطن، ما دام ضمن الضوابط الشرعية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نجعل غضبنا لله، وإذا
انتهكت محارم الله، فقد غضب صلى الله عليه وسلم لما أخبروه عن
الإمام الذي يطيل القراءة عندما يؤم الناس في الصلاة (رواه البخاري)،
وغضب لما كلمه أسامة في شأن المخزومية التي سرقت، وقال:
"أتشفع في حدّ من حدود الله؟!" (رواه البخاري).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال ابن حبان: "والخلق مجبولون على الغضب والحلم معاً،
فمن غضب وحلم في نفس الغضب؛ فإن ذلك ليس بمذموم، ما لم يخرجه
غضبه إلى المكروه من القول والفعل، على أن مفارقته في الأحوال
كلها أحمد" (روضة العقلاء ص141).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أسباب الغضب:
كباقي أنواع المشاعر فالغضب قد يعود للوراثه، أو قد يكون طبعاً
أو سمة فُطر عليها الإنسان، وقد يكون الغضب مكتسباً ومتعلماً من
البيئة التي ينشأ فيها الفرد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ولو نظرنا إلى الناس من حولنا لوجدنا عندهم اختلافاً في درجة الاستجابة
لمثيرات الغضب؛ فهناك من يغضب لأتفه الأسباب! فعلى سبيل المثال قد
يستشيط الشخص غضباً إذا علم أن شخصاً آخر استعار قلمه دون إذنه،
وهناك من يتمالك نفسه ويبقى مستجمعاً لقواه ورباطة جأشه أمام اعتداءات
أكبر على حقوقه، أو في مواجهة ظروف أكثر خطورة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ونجد الأمثلة من حولنا كثيرة؛ فقد يغضب بعض الناس وهم يقفون في انتظار الباص..
أو قد يتلاسن شخصان في المخبز.. أو قد يطلق سائق السيارة
العنان لـ(زاموره) بغضب زائد.. وقد يغضب الإنسان نتيجة الإحباط المتكرر
أو الفشل أو الخوف أو كردة فعل للعدوان الموجه نحوه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أنواع الغضب:

-من حيث الشدة: هناك الغضب الخفيف، والمتوسط، والشديد في الدرجة.
- ومن حيث التوجه: هناك الغضب الموجه إلى داخل الفرد،
وقد يؤذي الإنسان نفسه نتيجة ذلك، وهناك الغضب الموجه للخارج
أو للآخرين؛ فقد يقوم الشخص الغاضب بصب جام غضبه على أبنائه
أو زوجته أو الجيران.. أو على المثير الذي يتسبب في غضبه، أو بكسر
سيارة المدير أو أثاث المكتب، كما يفعل الطفل الغاضب عندما يكسر لعبته كتعبير عن غضبه.
- ومن حيث المدة الزمنية: قد يكون الغضب مؤقتاً نتيجة ظرف أو مثير ما، وقد
يكون الغضب مزمناً يعاني منه صاحبه ويؤثر على نفسيته، ويكون غالباً نتيجة
الإحباطات المتكررة وكبت التعبير عن مشاعر الغضب.. وتكون المحصِّلة
الانفجار غضباً ولأتفه الأسباب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

حقائق حول الغضب:

- بما أننا بشر ونتعرض للكثير من المثيرات التي قد تسبب لنا
الغضب؛ فإنه لابد من التعبير عن الغضب بأسلوب غير اندفاعي وإيجابي وعقلاني.
-غالباً ما يتم الربط بين الشعور بالغضب والسلوك العدواني؛
فالسلوكات العدوانية والشعور بالغضب تبدأ منذ مراحل الطفولة المبكرة.
- الذكور أكثر عدوانية من الإناث، ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات
هرمون الذكورة مقارنة بالإناث. وكذلك تبيح العوامل الثقافية والبيئية والأسرية للذكور
استخدام السلوكات العدوانية للتعبير عن حالات الغضب أو كأسلوب لحل الخلافات والمشكلات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- وجد أن الإناث غالباً ما يوجهن غضبهن للداخل؛ فقد تصمت الأنثى،
أو تبكي، أو تنتقد وتلوم نفسها، أو تؤذي نفسها.. في حين أن الرجل يوجه
غضبه للخارج؛ من صراخ أو ممارسة سلوك العنف اللفظي أو الجسدي على الآخرين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الآثار الجسمية لسوء إدارة الغضب:

إن ما يحدث في أجسادنا نتيجة الغضب قد يكون إيجابيّاً وجيّداً إلى حدّ ما؛
لأنه يعمل على تخليصها من التوتر نتيجة التعرض الزائد للضغوط أو
الإحباط من خلال التنفيس الإيجابي والآمن عن الغضب والتعبير عنه.
أما في حالة التعرض لدرجة عالية من الاستثارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والتوتر الناتجة عن الغضب؛ فإنها تضع أجسامنا تحت درجة عالية
من الضغط النفسي والجسمي، وقد يتعرض الإنسان خلالها للجلطات،
وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وزيادة مستويات الكوليسترول،
والاضطرابات الهضمية مثل القرحة، وزيادة الإفرازات الحمضية، والصداع،
وضعف الجهاز المناعي، والشد العضلي، وغيرها من الأمراض.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الآثار النفسية لسوء إدارة الغضب:

الغضب يمكن أن يؤدي إلى انحراف المزاج والاكتئاب والشعور بالحزن
واليأس، وقد يؤدي إلى الشعور بالرهاب في المواقف التي تُفقد فيها
السيطرة، وقد تدفع الأفراد إلى الإدمان كنوع من الهروب، أو الشعور
بعقدة الاضطهاد والتحامل حتى في المواقف العادية في الحياة، وقد يدفع
الغضب إلى الانحراف في التفكير وعدم الاتزان، وكذلك الشعور بفقدان
الثقة بالنفس وعدم احترام الذات، وبالإضافة إلى نمو الأفكار والمشاعر
الضد اجتماعية، وغيرها من الاضطرابات النفسية والجسمية التي تعني:
وجود أعراض لأمراض جسمية رغم عدم وجودها حقيقة في الشخص.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كيف نتعامل مع الغضب؟!
- من المهم أن نفهم ماذا يعني الغضب؟ ولماذا نغضب؟ لأن هذا الفهم سيساعدنا
في أن نتعلم أو نتبنى أساليب واستراتيجيات آمنة للدفاع عن أنفسنا وحمايتها
والتعبير عن غضبنا إيجابيّاً.
-تخلّص من التفكير السلبي والنقد اللاذع المرتبط بالغضب، والذي يعزّز مشاعر الغضب.
-حدّد حقوقك وحقوق الآخرين؛ حتى لا يكون في غضبك إساءة لحقوق الآخرين.
-سيطر على مخاوفك لأنها تسبب لك الغضب، وحاول أن تفصل بين الأفكار والمخاوف العقلانية واللاعقلانية.
-تعرّف على ذاتك وعلى جوانبك السلبية وكيفية التعامل معها.
- تخلّص من ترسبات الغضب الماضي في حياتك؛ لأنك لا يمكن أن تفصل
مشاعر الماضي وتجاربه عن الحاضر، فخبرات الطفولة قد تترك آثاراً سلبية
على حاضر الإنسان ومستقبله إذا لم تعالج بطريقة صحيحة.
-حدِّد بشكل مباشر سبب الغضب ودرجته.
-اعترف بمسؤوليتك ودورك في هذا الغضب.
-حلّل الموقف بموضوعية وتجنَّب المبالغة والتضخيم
-تعلّم الاسترخاء.
-تعلّم التسامح مع نفسك والآخرين.
وأخيراً.. كثيراً ما نقوم بتفريغ الغضب لدينا في شخص أو جهة ما،
بينما المسبب الحقيقي للغضب هو جهة أو شخص آخر..
فالأم قد تضرب أطفالها لأسباب لا تتعلق حقيقة بهم، وإنما نتيجة
غضبها من زوجها أو أهل زوجها أو انشغالها بأمور أخرى،
وكذلك الزوج قد يمارس العنف الأسري على أفراد أسرته رغم أن مصدر غضبه
الحقيقي هو العمل وضغوطات الحياة..
ترى ألا يستحق منك كل ذلك أن تقف لحظة تتفكر فيها بأسباب
غضبك وكيفية التعامل معها؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مجلة الفرقان